عندما يكون لك شغف معين لا تكترث إلى كل الصعوبات فما بالك عندما امرأة تسرق الضوء في مهنة هي حكر على الرجال، هاجر الحوسني أول إماراتية تنال لقب مدربة معتمدة في مهنة الحدادة، صلابة الإرادة ألانت بها قسوة المعادن
وترى هاجر الحوسني أن الرقة واللين اللذين يميزان المرأة لا يحولان دون أن تكون صاحبة مشروعها الخاص المبني على الخبرة والدراية والاحتراف، حتى وإن كان مشروعاً يتعامل مع أقسى مقدرات هذا الكون. وهي تنظر إلى المعادن على أنها كنز ثمين لا يمكن أن تستقيم حياة الإنسان من دونه، فطبيعة الحياة المعاصرة تقوم على المعادن، لذلك فإن إعادة تدوير الحديد تعيد بريقه، وتجعل له قيمة مضاعفة.
المهنة والتدريب
تؤكد هاجر أن الإبداع هو بذرة موجودة في نفس الإنسان، والسعي وراء تنمية هذه البذرة لا يكون إلا بالسعي والكد والتعب، وهذا ما رافق تجربتها في تعلم مهنة الحدادة.
وتقول هاجر: «وضعت كل السلبيين الذين أرادوا تفتيت إرادتي في صندوق، وذهبت لاحتراف هذه المهنة، بعد السعي والبحث الطويل من المعرفة النظرية التي عززتها بالتدريب المستمر، كانت أفضل الوسائل للرد على أولئك الذين قالوا إنني لا أقدر هو أن يروا النتائج التي حققتها، وهذا ما أنصح به كل من يتعرض للإحباط: دع نتائجك الباهرة هي التي تثبت للآخرين أنك قادر».
نقل التجربة
المشاعر التي تسيطر علينا كبشر وعلى النساء بشكل خاص، ينبغي أن توضع خارج ورشة العمل في مهنة الحدادة، في رأي الحوسني، فالبيئة التي يعمل بها الشخص محفوفة بالمخاطر، والأدوات الحادة والقاطعة، والأوزان الثقيلة يؤدي عدم التركيز أو الشرود البسيط أثناء استخدامها إلى عواقب وحوادث ينتج عنها إصابات بليغة.
أضحت هاجر الحوسني أول مدربة إماراتية معتمدة في قطاع مهنة الحدادة، ونالت بعد جهودها دبلوم التأهيل المهني، وهي تشرف على تدريب المنتسبات إلى دورات تدريبية للفتيات اللاتي لديهن الشغف نفسه بهذه المهنة، حيث تعمل على تعريفهن بمبادئ الحدادة، التي تتمحور على اتخاذ إجراءات الأمن والسلامة أولاً، ثم معرفة المعادن وخصائصها، والأدوات التي تتعامل معها، حيث تمزج في دوراتها بين التعليم النظري، والتجربة العملية.
هاجر ليست وحيدة هي من بين مئات النساء الإماراتيات اللواتي يلهمن العالم.
