إن خليت خربت

محمد المشالي .. طبيب الغلابة الذي كرس حياته لعلاج الفقراء

في عام 2020، توفي الطبيب المصري الشهير محمد المشالي Mohamed Mashally الذي اشتهر في كل الوطن العربي، وانتشرت قصته في وسائل الإعلام، ولقبه المصريون باسم طبيب الغلابة، كونه سخر أكثر من 44 سنة من حياته لعلاج المرضى الفقراء بأسعار رخيصة، ففي الوقت الذي يأخذ الطبيب فيه 100 أو 200 جنيه مصري لمعاينة أي مريض، كان طبيب الغلابة يأخذ فقط 10 جنيهات، وفي الماضي، كان يأخذ فقط 6 جنيهات.

لهذا السب، كانت الكثير من الأسر الفقيرة تأتي بمرضاها إلى عيادته، لدرجة أنه اضطر في معظم الأيام للعمل مدة 12 ساعة في اليوم.

قصة الطفل التي غيرت حياة طبيب الغلابة

قبل وفاته بعدة أشهر، تحدث طبيب الغلابة عن السبب الذي جعله يسخر حياته لعلاج الفقراء، كل شيء بدأ حين تم تعيينه في إحدى الوحدات الصحية بمنطقة ريفية فقيرة بمصر، في تلك المنطقة، توجه الطبيب لعلاج طفل صغير يعاني من السكري ويبكي كثيراً من الألم، ويقول لوالدته أنه يحتاج حقنة أنسولين، لكن الأم قالت إنها لو اشترت له الحقنة، فلن تتمكن من شراء الطعام لإخوته، عندها صعد الطفل إلى سطح المنزل وأشعل النار في نفسه.

حاول طبيب الغلابة إنقاذ الطفل، لكنه لم يتمكن من ذلك، وهو يتذكر آخر الكلمات التي قالها الطفل: “لقد فعلت ذلك من أجل توفير ثمن الأنسولين لإخوتي”.

هذه العبادة ظلت راسخةً في ذاكرة الطبيب، وغيرت حياته كثيراً وجعلته يسخر ما تبقى من عمره لعلاج الفقراء في مصر.

عمل متعب لكن الطبيب سعيد

كان طبيب الغلابة يعمل في 3 عيادات لمدة 12 ساعة في اليوم، ورغم كبر سنه، كان سعيداً بذلك، واستمر محافظاً على برنامجه اليومي لعدة عقود، حيث يبدأ عمله في السابعة والنصف صباحاً، وينتهي بعد أذان المغرب.

تتميز عيادته بمظهرها وتصميمها البسيط، يرتدي فيه الطبيب ملابس بسيطة للغاية، الهدف من ذلك هو توجيه رسالة نفسية للمرضى الفقراء الذين يأتون للعلاج، حيث يرونها عيادة تشبههم إلى حد كبير.

تكريم طبيب الغلابة

طبيب الغلابة خلال تكريمه

أثناء تكريمه، ظهر طبيب الغلابة بملابس عادية تدل على التواضع الذي يميزه، وحصل على درع تكريم، كما أطلقت المحافظة اسمه على أحد الشوارع بعد مطالبة الأهالي بذلك.

حاول البعض تقديم تبرعات أو مساعدات مالية للطبيب، لكنه رفض ذلك، وقال إنه لا يحتاج أي مساعدة، وطلب أن يقوم المانحون بتوجيه المساعدة إلى الأشخاص المحتاجين.

مدينة مغربية تكرم طبيب الغلابة المصري محمد المشالي بلوحة جدارية

تستمر عيادة طبيب الغلابة في علاج الفقراء حتى اليوم، إذ أعيد افتتاحها بعد شهرين من وفاته، وفي كل يوم، يزور العيادة عشرات الفقراء المرضى ويتلقون العلاج بتكاليف زهيدة مقارنة مع التكاليف التي يمكن أن يدفعوها إذا قصدوا عيادات أخرى.

قصة طبيب الغلابة محمد المشالي الطاعن في السن الذي عمل رغم كبر سنه على مساعدة الفقراء تلهم حتى يومنا هذا الأشخاص الخيرين من أجل تقديم المساعدة لمن هم بحاجة إليها.

إن أعجبك أي مقال وترغب بالمساعدة، يمكنك التواصل مع العديد من الجمعيات الخيرية في الوطن العربي

 دنيا حلوة لاتتحمل أي مسؤولية عن هذه الجمعيات وينصح التأكد قبل التبرع لأي منها 

المزيد من القصص

Scroll to Top