شارك مهندس الكهرباء الفلسطيني لؤي البسيوني في فريق وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” في تصميم “إنجينويتي”، وهي مروحية روبوتية مبتكرة هبطت على سطح المريخ عام 2021.
ولد البسيوني في ألمانيا، وانتقل مع والديه وأشقائه الثلاثة إلى فلسطين في سن السادسة.
التحق بمدرسة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة من الصف الأول وحتى التاسع.
ثم غادر غزة إلى الولايات المتحدة ليتابع تعليمه بعد حصوله على منحة جزئية للدراسة في إحدى جامعات ولاية بنسلفانيا عام 1998، ثم انتقل لولاية كنتاكي للعمل والدراسة حيث درس هندسة الكهرباء.
لكن أوضاعه المالية أجبرته على التوقف عن الدراسة والعمل لفترة قصيرة. تخرّج من الجامعة عام 2004 في الهندسة، ثم نال الماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة لويفيل عام 2005.
عمل البسيوني في عدة شركات وعلى الطائرات من دون طيار الكهربائية، وتم اختياره ليكون قائدًا كهربائيًا وقائدًا إلكترونيًا للطاقة في مشروع وكالة الفضاء الأميركية “إنجينويتي”، الذي عمل عليه لمدة خمس سنوات تقريبًا، ليتنهي به المطاف كأول عربي تصل إبداعاته إلى المريخ.
تحقيق الإنجاز
تحدث البسيوني إلى موقع أخبار الأمم المتحدة عن رحلة حياته وانجازه قائلًا: “لقد مر عام تقريبًا منذ هبوط المروحية على سطح المريخ. لقد كان إنجازًا رائعًا. لا يمكنني أن أكون أكثر فخرًا لكوني جزءًا من هذا الفريق الذي تجاوز كل التوقعات. لقد أثبتنا خطأ جميع الأشخاص الذين شككوا في قدرتنا. إنه لشرف عظيم”.
وعمل البسيوني في مجال الطاقة البديلة والسيارات الكهربائية بعد التخرج وتعلم الكثير عن المحركات الكهربائية وأنظمة الدفع الكهربائية واكتسبت خبرة مفيدة استخدمها لاحقًا في حياته المهنية، حسب قوله.
والبسيوني الذي كان مسؤولًا عن الهندسة الكهربائية في جسم المروحية، اضطلع بعدة مهام منها تصميم كل ما يتعلق بمسألة التحكم بالمحرك والمساعدة في كيفية برمجة خوارزمياته مع “ناسا”، وقد بذل كل جهده لإنجاح مشروع اجتاز بنجاح مراحل عدة قبل بلوغ المريخ والطيران فوق سطحه.
وقال البسيوني أن دراسة كوكب المريخ تماثل دراسة مستقبل كوكب الأرض، فدراسة التغير المناخي أولًا تمكننا من معرفة مستقبل التغير المناخي هنا وتدفع نحو إيجاد الحلول للمشكلات المسببة.
كما أن خبرة صناعة مروحية خفيفة الوزن كـ”إنجنويتي” تساعد في صناعة مروحيات أخف وزنًا تحلق في سمائنا وترتفع فوق مناطق كجبال الهملايا، وفق ما قال.
شغف الاستمرار
كانت رحلة البسيوني مليئة بالصعاب لكن “كان لديه دائمًا شغف للاستمرار، وأن يكون جزءًا من الحل لجعل العالم مكانًا أفضل”. وقال: “كان هذا يبقيني مستمرًا كلما فشلت حتى أتمكن من النجاح في النهاية”.
وأضاف: “حتى عندما تأتي من بدايات صعبة، عليك حقًا أن تؤمن بما تريد القيام به وتتبع أحلامك. عندما يكون لديك شغف فهذا يساعدك على أن تظل حازمًا عندما تسقط، لأنه لن يكون سهلًا. سوف تفشل. لا يمكنك الاستسلام”.
وتابع البسيوني: “كان هذا هو أسلوبي. عليك فقط الاستمرار بغض النظر عما يأتي في طريقك عليك فقط محاولة تحقيق أهدافك. يتعلق الأمر بالإيمان بنفسك. عليك حقًا أن تؤمن أنه يمكنك فعل ذلك “.
أسرة منتشرة
يعبر لؤي عن فخره بأهل مسقط رأسه بيت حانون، ويتحدث عن حنينه إلى أرضها.
أشار البيسيوني إلى أنه لم يعد إلى غزة منذ ما يقرب من 22 عامًا. وقال: لا تزال عائلتي الممتدة هناك في الغالب، لكن والدي حصل على وظيفة في ألمانيا، وبعد 11 عامًا من مغادرتي تمكنت من رؤيتهم لأول مرة”.
وينتشر أشقاؤه حول العالم، أحدهم في الولايات المتحدة والآخر في ألمانيا والآخر يعيش في تركيا. ويقول البسيوني: “نحن عائلة دولية ولدينا أكثر من خمس جنسيات. يمكن أن نطلق على أنفسنا اسم أسرة الأمم المتحدة”.