إن خليت خربت

الطالبة النائمة .. قصة إنسانية بطلها مدرس مصري

دائماً هناك أشخاص يثبتون للعالم أن الخير ما زال موجوداً. هذا هو حال المدرس المصري الذي أنقذ طالبة من الرسوب في امتحان الثانوية العامة، بعد أن ذهب إلى منزلها وأيقظها من نومها وأحضرها إلى المدرسة، في موقف إنساني وأبوي لا يصدق.

إنه أسامة عثمان، كبير معلمي اللغة الإنجليزية بوزارة التربية والتعليم في مصر، الذي لم يكتف بدور كمعلم فحسب، بل تجاوزه إلى دور الأب والمرشد والصديق لطلابه. عندما علم بغياب إحدى الطالبات عن امتحان الجيولوجيا، لم يتجاهل الموضوع أو يبرره بالقوانين والضوابط، بل تحرك بسرعة وذهب إلى منزلها لإحضارها للامتحان قائلاً: “كل ما شعرت به أنني أب وتخيلت أن ابني أو ابنتي يضيّع عاماً كاملاً من التعب والمعاناة”.

المدرس يعلم أن النجاح في امتحانات الثانوية العامة هو حلم كل طالب وطالبة في مصر، وهو مفتاح الدخول إلى الجامعة. فكيف يمكن أن يضيع هذا الحلم بسبب النوم؟ كيف يمكن أن تخسر هذه الطالبة عاماً دراسياً كاملاً بسبب غفوة قصيرة؟ كيف يمكن أن تُخذل هذه الأسرة التي ضحت وتعبت من أجل تعليم ابنتها؟

كانت هذه الأسئلة تدور في رأس المدرس عثمان، فقرر أن يمنح الأمل للطالبة. ذهب إلى منزلها وأخبر أسرتها بغياب ابنتهم عن الامتحان، وفي مشهد صادم ومؤثر. انفجرت الأم باكية ونادتها، استيقظت الطالبة في حالة من الذعر والخوف. لكن المدرس عثمان كان هادئاً، أخذ بيدها وأسرع إلى المدرسة، مطمئناً ومشجعاً إياها على النجاح.

بفضل هذا الموقف الإنساني والأبوي، استطاعت الطالبة أن تؤدي امتحان الجيولوجيا وتنهيه كبقية زملائها وزميلاتها، ولحسن الحظ، كان امتحانا سهلاً. بذلك، أنقذ المدرس عثمان عاماً دراسياً كاملاً لهذه الطالبة، وأدخل الفرحة والسرور على قلبها وقلب أسرتها، وأثبت أن المعلم هو الأب الثاني للطالب.

لاقى هذا الموقف ترحيباً وإعجاباً كبيراً من قبل الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أشادوا بالمدرس عثمان وأطلقوا عليه لقب “المدرس الأب”، وأرسلوا له آلاف الرسائل وكلمات الإطراء على ما فعله. كما نال تكريما رسمياً من وزارة التربية والتعليم المصرية، التي اعتبرته مثالاً يحتذى به على التفاني والإخلاص في العمل.

لكن المدرس عثمان لم يفعل هذا من أجل المجد أو الشهرة، بل من أجل إحساسه بالمسؤولية والتعاطف مع طلابه. هو يعتقد أنه أدى واجباً إنسانياً وأبوياً تجاه الطالبة، وأن ما حصل معه شيء مقدّر من الله، خاصة أنه حين كان في المدرسة، اتصلت زوجته وأخبرته أن والدته مريضة وتحتاج إلى طبيب، واتفقا على أن يأخذها للطبيب فور عودته من عمله، وقد تحسنت حالتها بسرعة، وكأن ذلك قد حصل كمكافأة على عمله الإنساني.

قصة المدرس عثمان والطالبة النائمة هي قصة إنسانية تستحق الرواية والإشادة، إنها تلهم العالم بأن الخير لم يمت في قلوب الناس، وأن هناك من يضع مصلحة الآخرين فوق مصلحته، ويحمل رسالة التعليم بكل فخر وشرف.

إن أعجبك أي مقال وترغب بالمساعدة، يمكنك التواصل مع العديد من الجمعيات الخيرية في الوطن العربي

 دنيا حلوة لاتتحمل أي مسؤولية عن هذه الجمعيات وينصح التأكد قبل التبرع لأي منها 

المزيد من القصص

Scroll to Top