أعرب المجتمع الدولي عن تضامنه ودعمه لليبيا في أعقاب الفيضانات الكارثية التي ضربت المنطقة الشرقية من البلاد، وأدت إلى وفاة آلاف الأشخاص وتشريد عشرات الآلاف الآخرين. وقدمت العديد من الدول والمنظمات مساعدات إنسانية ومساهمات مالية لمساعدة السلطات والشعب الليبي على مواجهة الكارثة.
نجمت الفيضانات عن العاصفة دانيال التي تسببت بهطول أمطار غزيرة ورياح قوية على شمال شرق ليبيا لمدة يومين، أدى ذلك إلى انهيار سدين وأربعة جسور في مدينة درنة. فغمرت المياه أجزاء واسعة من المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 90 ألف نسمة،
المياه جرفت أحياء وسيارات ومبانٍ بأكملها. وقد أعلنت السلطات المحلية أنها تتوقع وصول عدد الضحايا إلى 20 ألف شخص، في حين أعلن الهلال الأحمر عن فقدان ما يصل إلى 10 آلاف شخص.
أعلنت الحكومة الليبية حالة الطوارئ وطلبت المساعدة الدولية للتعامل مع الأزمة. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن تعازيه للسلطات الليبية وأسر الذين لقوا حتفهم. وقال إن فريق الأمم المتحدة الموجود على الأرض يستجيب في الموقع ويحشد الموارد وفرق الطوارئ لدعم المتضررين.
استجابت عدة دول لنداء ليبيا للمساعدة وأرسلت مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه والأدوية والخيام والبطانيات والمولدات الكهربائية. ومن بينها مصر وتركيا وقطر وإيطاليا وألمانيا وفرنسا والجزائر وتونس والمغرب والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان والبحرين والسودان وموريتانيا. كما أرسلت بعض الدول فرق إنقاذ وخبراء للمساعدة في عمليات البحث والانتشال.
بالإضافة إلى الدول، أعربت العديد من المنظمات الإقليمية والدولية عن تضامنها ودعمها لليبيا. وأصدرت جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي بيانات تضامن، وأعربت عن رغبتها في تقديم المساعدة. وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) إنه يعمل مع الهلال الأحمر الليبي لتقديم خدمات الإغاثة والإنقاذ. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها نشرت إمدادات ومساعدات مخزنة مسبقاً في المناطق المتضررة. وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يقدم مساعدات غذائية طارئة إلى 10 آلاف شخص في درنة. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تقوم بتوصيل مواد الإغاثة الأساسية للعائلات النازحة.
كما أظهر الشعب الليبي تضامناً في مواجهة الكارثة. حيث انضم العديد من المتطوعين ومنظمات المجتمع المدني إلى جهود الإغاثة وقدموا المساعدة للمحتاجين. تم استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة المعلومات وتنسيق الإجراءات وجمع الأموال. على الرغم من الانقسامات السياسية والصراعات التي ابتليت بها ليبيا من سنوات، جلبت الفيضانات شعوراً بالوحدة والتعاطف بين الليبيين من مختلف المناطق والانتماءات.