في ليلة هادئة من شهر أبريل/ نيسان 2023، كانت رولي براجاباتي، الطفلة الهندية البالغة من العمر ست سنوات، تحلم بالمستقبل وتنتظر يوماً جديداً مليئا بالفرح والمرح. لكن حلمها تحول إلى كابوس عندما اخترقت رصاصة طائشة جدار منزلها وأصابتها في رأسها، ما أنهى حياتها البريئة في لحظة.
لم يكن هذا الحادث الأول من نوعه في الهند، حيث تسببت الرصاصات الطائشة في مقتل العديد من الأبرياء في السنوات الأخيرة. لكن ما جعل قصة رولي مختلفة ومؤثرة هو ما فعله والداها بعد فقدانها. فبدلاً من الاستسلام للحزن واليأس، قررا أن يجعلا من موتها بداية حياة جديدة للآخرين، وذلك بالتبرع بأعضائها.
بهذا القرار الشجاع والإنساني، أصبحت رولي أصغر متبرعة بالأعضاء في معهد أول إنديا للعلوم الطبية (AIIMS) في نيودلهي، وقد منحت الحياة لسبعة أشخاص، بينهم أطفال وكبار في السن، كانوا يعانون من أمراض مزمنة ومهددة للحياة.
من بين المستفيدين من أعضاء رولي، الطفل ديف أوبدهيايا، البالغ من العمر 14 عاماً، الذي كان يعيش على آلة غسيل الكلى منذ أربع سنوات بسبب فشل كلوي. وقد قال والداه إن زرع كليتي رولي في جسم ابنهم كان معجزة بالنسبة لهم، وأن حياتهم تغيرت بعد ذلك.
وقال الدكتور فيجاي كومار، رئيس قسم زراعة الكلى في معهد أول إنديا للعلوم الطبية، إن حالة ديف كانت حرجة، وأنه كان بحاجة إلى عملية زرع عاجلة، لكن ندرة المتبرعين في الهند كانت تعوق إيجاد متبرع له. وأضاف أن حالات مماثلة لديف توجد في الهند بالآلاف، وأن الحاجة إلى المتبرعين بالأعضاء تزداد يوماً بعد يوم.
قصة رولي قد تكون بمثابة نقطة تحول في تغيير الوعي والثقافة بشأن التبرع بالأعضاء في الهند، حيث أثارت ردود فعل إيجابية وتقديراً من قبل الناس والمسؤولين على حد سواء. وقد أشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بوالدي بلك في تغريدة على تويتر، ووصفهما بأنهما “مثال للتضحية والعطاء”، ودعا الهنود إلى الاقتداء بهما والمساهمة في إنقاذ حياة الآخرين.
وقال والد رولي، هارنارايان براجاباتي، إنه لا يندم على قراره، وإنه يشعر بالسعادة والفخر عندما يرى الأشخاص الذين استفادوا من أعضاء ابنته. وأضاف أنه يأمل أن تكون رولي مصدر إلهام للجميع، وأن تعيش في قلوبهم إلى الأبد.
