في عالم مليء بالأحداث المؤلمة والمحزنة، قد نجد بين الحين والآخر قصصاً تلهمناً وتذكرنا بالقيم الإنسانية السامية. قصة ريما العسيري، الشابة السعودية التي ضحت بحياتها من أجل إنقاذ أشقائها من سيارة انزلقت من أعلى الجبل، هي واحدة من تلك القصص التي تستحق الإشادة والتقدير. هذه الحادثة المؤثرة لاقت الكثير من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفقاً لشهادة والدها، كانت ريما (21 عاماً) تسافر مع والدها وأخواتها ليندا (12 عاما) وأحمد (9 أعوام) من الرياض إلى أبها لزيارة جدهم. عندما وصلوا إلى عقبة حسوة بجبل قيس، توقف والدهم ونزل من السيارة. وفجأة، بدأت السيارة في الانحدار نحو أسفل الجبل.
رغم خطورة الموقف، لم تفزع ريما ولم تفكر في نفسها، بل بادرت إلى فتح باب السيارة من جهة أخواتها ودفعهم للخارج قبل أن تسقط وهي بالسيارة. بهذه الطريقة، أنقذت ريما حياة أشقائها على حساب حياتها.
لم تمض سوى ساعات قليلة على وقوع الحادثة حتى انتشرت قصة ريما على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة على منصة إكس، حيث تصدر هاشتاغ #ريما_العسيري قائمة الأكثر تداولاً في السعودية. الكثير من ناس عبروا عن إعجابهم وتأثرهم بتصرف ريما البطولي والنبيل، ووصفوها بألقاب مثل “الأخت الكبيرة” و”الأم المثالية” و”الشهيدة”. كما دعوا لها بالرحمة والمغفرة ولأسرتها بالصبر والسلوان.
قصة ريما العسيري هي قصة ملهمة ومؤثرة تستحق كل التقدير والإحترام. فهي تظهر لنا مدى قوة الروابط الأسرية والأخوية التي تجعل الإنسان يضحي بكل شيء من أجل من يحب. كما تذكرنا بأن الحياة قصيرة وغير مضمونة، وأن علينا أن نستغل كل لحظة فيها.