في عام 2011، اندلعت الحرب في سوريا، وتحولت حياة الآلاف من السوريين إلى جحيم. واحدة من هؤلاء السوريين هي ريم صابوني، التي اضطرت إلى ترك بلدها مع طفلها الصغير واللجوء إلى مصر بحثاً عن حياة أفضل.
الحياة في مصر لم تكن سهلة بالنسبة لها، واجهت صعوبات كثيرة في الحصول على وظيفة مناسبة لها لإعالة نفسها كلاجئة وأمٍ عزباء. كما كانت تشعر بالوحدة والعزلة في بلد غريب عنها.
لكن ريم لم تستسلم لليأس، بل قررت أن تعود إلى الدراسة، واختارت تعلم منهج عالمي لتربية الأطفال، وهو منهج منتسوري الإيطالي. يعتمد هذا المنهج على تنمية قدرات الطفل وفهم شخصيته واهتمامه، والمساعدة على تطوير مهاراته العقلية والاجتماعية والعاطفية.
أرادت ريم تجربة هذا المنهج وتطبيقه على طفلها، وشعرت بالفرق في سلوكه وتفاعله. فقررت أن تعلّم النساء المصريات والمغتربات كيفية مواجهة مصاعب تربية الأطفال والمشاكل الحياتية، وتقديم النصائح والدعم لهن.
ثم خطرت في بالها فكرة إنشاء “نادي الأمهات”، وهي مدونة على الإنترنت ومجموعة على فيسبوك تجمع الأمهات للتحدث عن مشاكلهن وإيجاد حلول لها. ريم كانت تنشر مقالات وفيديوهات عن تجربتها مع منهج منتسوري، وتشارك الأمهات قصص نجاحهن وتحدياتهن، وتحثهن على الاستمرار في التعلم والتطور.
مدونة نادي الأمهات لفتت انتباه العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية، التي أشادت بجهود ريم وعملها الرائع. تم تكريم المدونة من مؤسسة توينكل البريطانية، كما حصلت ريم على الوسام الذهبي لصانعات التغيير في اسطنبول عام 2021.
لا تزال مدونة نادي الأمهات مستمرة، وينضم إليها المزيد من الأمهات اللواتي يجدن فيها مكاناً للتحدث عن المشكلات وإيجاد الحلول لها. ريم صابوني هي قصة نجاح رائعة تثبت أن الإرادة والتعلم من أهم مفاتيح النجاح، وأنه لا يوجد شيء مستحيل عندما نغتنم الفرص ونواجه الصعاب.