إن خليت خربت

تونسي يتغلب على الإعاقة ويصنع كراسٍ متحركة

في بيته البسيط بمدينة رادس التونسية، يجلس فتحي القنفالي وهو يضع اللمسات الأخيرة على كرسي متحرك سيكون هدية لأحد الأشخاص الذين فقدوا قدرتهم على الحركة. يعمل التونسي فتحي (54 عاماً) بجد وإخلاص، مستخدما قطع الألومنيوم وعجلات الكراسي والمفكات وغيرها من الأدوات المتواضعة، ليصنع كراسٍ متحركة ذات جودة عالية ومناسبة لكل نوع من الإعاقة.

فتحي لم يستسلم لإعاقته التي أصابته منذ طفولته بسبب حمى شديدة، بل قام بالعكس تماماً. أصبح رياضياً مشهوراً في رياضة العدو لذوي الاحتياجات الخاصة، وشارك في المنافسات الدولية، وتعلم طريقة صناعة الكراسي المتحركة في إيطاليا، وعاد إلى تونس لينشر خبرته ومهارته بين إخوانه المحتاجين.

شعاره في الحياة “عزيمة وإرادة ونجاح”، بهذه الكلمات يصف رؤيته وطموحه، فهو يؤمن أن كل إنسان يعاني من إعاقة جسدية يملك قدراتٍ هائلة وإمكانات كبيرة إذا ما استثمرها بشكل صحيح. فتحي يرى نفسه قدوة ومثالاً لذوي الاحتياجات الخاصة في تونس، ويقدم لهم خدمات مجانية أو رخيصة، ويرشدهم إلى كيفية التغلب على المصاعب والانخراط في المجتمع.

لدى فتحي أحلام كثيرة، منها أن تزدهر رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة في تونس، وأن يجد هؤلاء حظوظهم في التعليم والعمل. ويقول: “أتمنى أن تصبح لدينا بطولة تونسية لرياضة كرة اليد لذوي الاحتياجات الخاصة أو غيرها من الرياضات وأن يجد ذوي الاحتياجات الخاصة حظوظهم فيها”.

فتحي هو رجل من ذهب، يستحق كل التقدير والإعجاب. إنه أمل يضئ درب ذوي الاحتياجات الخاصة في تونس، ويرفع شأنهم أمام المجتمع. هو قصة نجاح ملهمة، تثبت أن الإرادة هي سلاح قوي للتغلب على العوائق، وأن المستحيل لا وجود له إطلاقاً.

إن أعجبك أي مقال وترغب بالمساعدة، يمكنك التواصل مع العديد من الجمعيات الخيرية في الوطن العربي

 دنيا حلوة لاتتحمل أي مسؤولية عن هذه الجمعيات وينصح التأكد قبل التبرع لأي منها 

المزيد من القصص

Scroll to Top