حين كانت في عمر 17 عاماً، بدأت لبنى علي نشاطها في مجال الدفاع عن حقوق المرأة السودانية، وبعد سنوات انتقلت إلى كندا، ثم عادت إلى بلدها لتطلق عدداً من المبادرات الاجتماعية التي تدعم حقوق المرأة، ثم انتقلت نحو دراسة ومعالجة مشكلة اغتصاب الأطفال لمدة سنتين، ومؤخراً، بدأت نشاطها في مجال مكافحة إدمان المخدرات عند المشردين وأطفال الشوارع في السودان، بعد أن ازداد عددهم بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
تقول لبنى إن مبادرتها هذه يجب أن تكون مهمة المجتمع السوداني بالكامل، ويجب أن يتعاون الجميع من أجل علاج مشكلة التشرد الاجتماعية.
تشرف لبنى منذ عام 2017 على منظمتها، وهي المنظمة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المهتمة في علاج إدمان المخدرات واحتواء المشردين.
تعمل المنظمة على احتواء المشردين من خلال تصنيفهم إلى عدة أنواع، وهم الذين يحبون الغناء والذين يحبون الرقص والذين يحبون الكرة والذين يحبون الرسم.
تطبق المنظمة أيضاً ما يعرف باسم العلاج بالفنون، من خلال جعل المشردين يقضون وقتاً في الرسم، كما تعلمهم بعض الأمور المفيدة مثل إعادة تدوير المواد القابلة لإعادة التدوير وبعض الحرف اليدوية مثل صناعة الإكسسوارات.
نوع آخر من العلاج تستخدمه المنظمة لمساعدة المشردين هو العلاج بالرياضة، وهي أول منظمة عربية تستخدم هذا النوع من العلاج، حيث تم تدريب الأطفال على لعب كرة القدم، وتم تقسيمهم إلى 5 فرق أصبحت تملك خبرة في لعب الكرة وقواعدها كافةً.
كما نظمت المنظمة أول ماراثون للتعافي من المخدرات في السودان، شارك فيها عشرات الأطفال والبالغين الذين عولجوا من إدمان المخدرات وتعافوا تماماً. وتم تكريم الفائزين في الماراثون وتقديم الميداليات لهم.
تشعر لبنى بالقلق على الفتيات الصغيرات المشردات اللواتي يتعاطين المخدرات، فأنواع المخدرات تؤدي إلى تشتيت العقل لعدة ساعات والقيام بأعمال يمكن أن تؤدي في النهاية إلى الحمل. وللأسف، فإن أي فتات تحمل تصبح منبوذة من أسرتها ومن المجتمع، ويمكن أن تتعرض للقتل بذريعة الشرف. لذلك يصبح الشارع هو المأوى الوحيد لها ولطفلها الذي ستلده في المستقبل.
لحل هذه المشكلة، تقوم المنظمة باحتواء الفتيات المشردات الحوامل وتحاول تقديم المساعدة لهن، وتسعى أيضاً إلى لم شملهن مع الرجال الذين مارسوا معهن علاقة غير شرعية من أجل تزويجهم وتوفير مسكن وعمل يليق بهم.