يمر العديد من الناس بتجارب قاسية في حياتهم، قد تؤدي هذه التجارب إلى معاناة كبيرة، لكن بعض الأشخاص يتمكنون من تحويل معاناتهم إلى أمل.
هذا ما حصل مع السيدة “نزاد عبد الرزاق” وزوجها “عماد راغب”، وهما رجل وامرأة من مصر عاشا تجربة مريرة ناجمة عن وفاة ابنهما الوحيد محمد الذي يبلغ من العمر 19 عاماً في حادث سير.
لكن نزاد وعماد أرادا تخليد ذكرى ابنهما، ولأنهما في حالة مادية جيدة، حيث يعمل عماد رجل أعمال، قررا إنشاء دارٍ للأيتام من أجل احتضان الأطفال الذين لم يحصلوا على رعايةٍ من أحد، ويعيشا تجربة الاعتناء بالأطفال مجدداً.
تقول نزاد أنها كانت تفكر في إنشاء دار أيتام منذ ما يقرب من 15 عاماً لاحتضان أطفال لا حول لهم ولا قوة في هذه الدنيا: “في البداية كان كل حلمي إني أبني دار أيتام. أربي فيه الأطفال تربية كويسة ويكونوا أسوياء نفسياً، عشان كده لفيت على أكتر من دار، عشان أتفادى أي أخطاء تجاه الأطفال”.
بعد جولاتها على دور الأيتام، قامت نزاد بالإشراف على إنشاء دار الأيتام، الذي لم يكن كأي دار، بل كان منزلاً كبيراً لعائلة كبيرة، بحيث يسكن كل طفل أو طفلين كحد أقصى في غرفة واحدة، وفيه أثاث منزلي كامل كأي بيت.
تم بناء “منزل عماد راغب” على الطراز الإنجليزي، وتم إضفاء الخصوصية لكل طفل، حتى يشعر أنه في بيته.
نزاد وعماد وجدا في هؤلاء الأطفال تعويضاً عن ابنهما الراحل، وبدلاً من مشاعر الأمومة والأبوة التي كانت لأبن واحد، أصبحت هذه المشاعر موزعة على 38 طفلاً. (18 فتاة و20 صبي) تتراوح أعمارهم من سنة وحتى 14 عاماً.