رد الجميل هو أن ترى أشخاصاً يحترمون ويقدرون من أحسن إليهم في الماضي ويظهرون الامتنان له. هذا بالضبط ما فعله مجموعة من الشباب السعوديين الذين قرروا أن يكافئوا عاملاً في مطعم كان يطعمهم مجاناً وهم أطفال قبل 18 سنة. في مشهد إنساني رائع يثبت أن الخير لا يضيع وأن الإحسان يبقى في الذاكرة.
هؤلاء الشباب استذكروا من كان سبباً في إشباع جوعهم وإدخال البسمة على وجوههم حين كانوا أطفالاً صغاراً. لم يكتفوا بالشكر والدعاء له فقط، بل أرادوا التعبير عن امتنانهم وجعله يشعر بالفخر. لذلك، اشتروا له هاتفاً جديداً ووضعوا مبلغاً من المال في ظرف واشتروا باقة من الورود. لم يكن ذلك بغرض التباهي أو التصوير، بل لتقدير وتكريم العامل.
يظهر العامل في الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يؤدي مهامه بالمطعم عندما دخل عليه الشباب وطلبوا منه أن يخرج معهم، وبعد قليلٍ من الإلحاح عليه، استجاب العامل لطلب الشباب وقام بتغيير ملابس العمل ومغادرة المطعم، وعند خروجه، فوجئ بتقديم الشباب باقة من الورود وهدية وظرف مغلف له.
يمكننا أن نتخيل مدى فرحة العامل عندما رأى هذه المفاجأة الجميلة من شباب كان يحبهم كأولاده. يمكننا أن نسمع صوت قلبه ينبض بالحب والسرور. ونشعر بدفء عيونه التي تدمع من الفرح. هذا هو حال من يزرع الخير في حياته، لقد كان يحصد ثمار ما فعله في الماضي.
هذا الفيديو يحمل رسالة قوية ومؤثرة. رسالة تقول إن الخير موجود في قلوب كل الناس وأن فعل الخير سيرتد على أصحابه. إنها رسالة تدعو إلى نشر الامتنان بين البشر. وتؤكد أن من يحسن إلى الآخرين سيجد من يحسن إليه يوماً ما.