في عالم الفن والرقص، هناك شخصية جزائرية تبرز بإبداعها وإنسانيتها. إنها فايزة معمري، مديرة “أكاديمية بروفايل” بالجزائر، وهي مدرسة خاصة للرقص والفنون. فايزة ليست مجرد راقصة محترفة، بل معلمة تهتم بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعلمهم الرقص كوسيلة للتعبير عن أنفسهم والاندماج في المجتمع.
تربت فايزة في كنف عائلة فنية، وهي تحب الرقص الكلاسيكي منذ طفولتها. حلمت بأن تصبح راقصة محترفة، وأسست أول مدرسة لها في عام 2003، كانت مدرسة صغيرة عادية فيها القليل من الأطفال. لكن سرعان ما ازدهرت وأصبحت تضم أكثر من 350 طالب وطالبة من مختلف الأعمار.
في عام 2009، قررت فايزة الاهتمام بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً المصابين بمتلازمة داون. وبدأت في تعليمهم الرقص والموسيقى والفن التشكيلي.
كان هدفها هو تغيير نظرة المجتمع لهؤلاء الأطفال، حيث سعت لتعليمهم كيفية الوقوف والتوازن والحركات المتناسقة من خلال الرقص، الذي تعتبره لغة عالمية يمكن لأي شخص أن يتحدثها ويفهمها. ما يمنح الأطفال الثقة بأنفسهم ويجعلهم سعداء.
العديد من الأطفال الذين التحقوا بمدرستها الخاصة تحسن مستواهم بشكل كبير، سواء في الرقص أو في الدراسة أو في التواصل مع الآخرين.
مدرسة فايزة هي الوحيدة في الجزائر التي تقبل جميع الأطفال سواء كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة أم لا، وتمنحهم الحق في تعلم الرقص والموسيقى والفن التشكيلي. إنها لا تفرق بين الأطفال، وجميعهم متساوون بالنسبة لها. وتحترم مواهبهم وإمكاناتهم.
تشارك المدرسة أيضاً في العديد من المهرجانات والعروض المحلية والدولية، وتحظى بإعجاب وتقدير الجمهور والنقاد.
تقديراً لجهودها، حصلت فايزة في عام 2019 على جائزة المساهمة في المواطنة من جامعة بولونيا الإيطالية، وهي جائزة تُمنح للشخصيات التي تظهر التزاماً استثنائياً بقضية اجتماعية.
فايزة معمري هي مثال على المرأة الجزائرية الناجحة والمبدعة، إنها تستمر بنشر رسالتها الإنسانية والفنية. وتثبت أن الرقص ليس مجرد هواية أو مهنة، بل لغة تعبر عن المشاعر والأحلام والطموحات.