إن خليت خربت

جدة سورية تصنع خبز التنور لتعيل أحفادها اليتامى

في ظل الحرب والدمار التي تعصف بسوريا، تقاوم الجدة شمسة العلي (65 عاماً) الصعاب لتعيل أحفادها الستة اليتامى. فهي تصنع بيديها خبز التنور الشهي الذي يعتبر من التراث الشعبي السوري، وتبيعه للناس في منطقتها. لكن هذا العمل ليس سهلاً، ويتطلب جهداً وتحملاً.

فقدت الجدة شمسة ابنها الوحيد قبل 8 سنوات في قصف على محافظة دير الزور شرقي سوريا، حيث كان يعمل كمدرس في مدرسة ابتدائية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت هي المسؤولة عن رعاية أحفادها الذين تركهم وراءه. لم تجد أماناً في دير الزور، فهربت إلى الرقة، ثم إلى تل أبيض، ثم إلى الحويجة، بحثاً عن ملاذ آمن.

في كل مكان تذهب إليه، تحمل معها أدوات صناعة خبز التنور التي تعلمتها من أمها وجدتها، تبحث عن مكان يمكّنها من إنشاء فرن بدائي فيه. وتستخدمه لتشكيل قطع من الخبز وخبزها على نار الحطب والعيدان. ثم تبيعها للناس بسعر رمزي، بالكاد يكفي لتغطية احتياجاتها.

تقول الجدة شمسة: “هذا العمل متعب جداً، ولا يعود عليّ بأي فائدة. أنا عجوز ومريضة، وليس لدي قوة أو صحة لهذا الجهد. ولكن ماذا أفعل؟ هذا هو الشيء الوحيد الذي أعرفه، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني من إطعام أحفادي”.

وتضيف: “أحفادي هم كل ما تبقى لي في هذه الحياة، وأنا أحبهم كثيراً. ولكنني أخاف عليهم من المستقبل، فهم لا يذهبون إلى المدرسة، ولا يلعبون مع الأطفال، ولا يعرفون معنى السعادة. هم يعيشون في فقر وجوع وبرد، ولا يعرفون إلا الحرب والدمار”.

تنهي الجدة حديثها بدموع في عينيها، وتقول: “أسأل الله أن يرحمنا ويرحم سوريا، وأن ينهي هذه الحرب الظالمة، وأن يعيد الأمن والسلام إلى بلادنا، وأن يحفظ أحفادي ويوفقهم في حياتهم”.

إن أعجبك أي مقال وترغب بالمساعدة، يمكنك التواصل مع العديد من الجمعيات الخيرية في الوطن العربي

 دنيا حلوة لاتتحمل أي مسؤولية عن هذه الجمعيات وينصح التأكد قبل التبرع لأي منها 

المزيد من القصص

Scroll to Top