في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الإيجارات والمعيشة، وتصبح الإجازات الصيفية حلماً بعيداً لكثير من الناس، هناك من يقدم مثالاً رائعاً للكرم والتضامن. قصتنا هذه عن سعيد عادل، وهو رجل مصري يمتلك فيلا ضخمة في الإسكندرية، قرر سعيد فتحها مجاناً للمصطافين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف السفر والإقامة في مدينته الساحلية.
سعيد عادل هو رجل أعمال ناجح، اشترى الفيلا الفخمة في منطقة سيدي بشر بالإسكندرية قبل سنوات، تحتوي على حوض سباحة وغرف نوم وأسرّة تكفي لـ 50 شخصاً. كان يستخدمها كمنزل صيفي له ولأسرته، لكنه شعر بأنه يجب أن يشارك هذه النعمة مع غيره من الناس. فكانت فكرته الإنسانية نشر إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي، يدعو فيه المصطافين الراغبين في قضاء إجازة مجانية في فيلته إلى التواصل معه.
وبالفعل، تلقى سعيد الكثير من الطلبات والرسائل من المصطافين المهتمين بالعرض. فقام بفتح باب فيلته لهم، واستقبلهم بكل حفاوة وضيافة. وفر لكل شخص سريراً واحداً لمدة ثلاثة أيام فقط، ليتسنى لأكبر عدد ممكن من الناس الاستفادة من المبادرة. كما قدم لهم وجبات طعام وشراب، وسمح لهم باستخدام جميع مرافق الفيلا.
يقول سعيد إن المبادرة غير مقتصرة على فئة بعينها، بل هي لعموم الناس من جميع الأديان والطبقات. وأضاف أنه لا يسأل المصطافين عن أي شروط أو شهادات أو ضمانات، بل يثق بهم ويحترم خصوصيتهم. وأكد أن هذه المبادرة هي تحقيق لرغبة والده الذي توفى قبل سنوات، وكان يحب إسعاد الناس والتخفيف عنهم.
المصطافون الذين استضافهم سعيد في فيلته أشادوا بسخائه وطيبته، وعبروا عن سعادتهم وامتنانهم له. وقالوا إنهم شعروا بالراحة والاستجمام في هذا المكان الجميل، وأنهم تمكنوا من تحقيق حلمهم في قضاء إجازة مميزة.
قصة سعيد عادل وفيلته المفتوحة للمصطافين هي قصة عن العطاء والكرم في زمن يسعى فيه أغلب الناس لتحقيق مصالحهم. إنها قصة تثبت أن هناك من يحمل في قلبه مشاعر الإخاء والتكافل، ويسعى لإدخال البهجة والسرور قلوب الآخرين.