علي صفي الدين بطل لبناني حقيقي، هو رئيس مركز الدفاع المدني في مدينة صور، المتواجد بدوره في سوريا، من أهم المنقذين في التعامل مع الكوارث في لبنان ومن اليوم الأول تجهز فريق خاص من لبنان إلى سوريا وكان علي أول القادمين وعبر أن المشكلة تكمن في كون “سوريا بعيدة عن الأضواء نسبة لتركيا، إن لناحية حجم الكارثة أو لناحية المساعدات، أو حتى لناحية دعم جهود فرق الإنقاذ، فحيث نتواجد نحن ليس هناك إلا الفريق اللبناني يعمل إلى جانب الفرق السورية.”
منذ وصول الفريق اللبناني إلى سوريا، نجح في سحب جثث عشرات الضحايا، حيث تم العمل بطريقة تقنية دقيقة جدا، اعتمادا على معدات الإنقاذ الهيدروليكية والمقصات والجلخ وغيرها، حيث تم تقسيم الفريق إلى مجموعات تتناوب للمحافظة على استمرار العمل على مدار الساعة، “ومع ذلك يحصل العنصر منا على ساعتي راحة في اليوم فقط.”
إلا أن ضعف احتمالات النجاة، وعدم تحديد مواقع لناجين دفع الفريق اللبناني للبدء بالعمل بسرعة لمواكبة حجم الكارثة، حيث بدأ استخدام آليات كبيرة في اعمال الإنقاذ، “ولكن بالوقت نفسه نراعي الدقة للحفاظ على أجساد الضحايا كما هي دون أن تتشوه الجثث احتراما لهم ولمشاعر أهلهم”، وفق صفي الدين.
ويضيف “بفضل الحرفية التي ابديناها في العمل، بتنا مطلوبين بالاسم كفريق لبناني، حيث بدلنا أماكن عملنا مرات عدة آخرها أمس، بعدما طلبونا للعمل في مكان جديد سقط فيه أربعة ضحايا، وأتممنا المهمة بـ 48 دقيقة، فالفريق الذي أرسل إلى سوريا متخصص جدا وخاض دورات تدريبية مكثفة وعالية ولديه تجارب عدة في الكوارث.”
صفي الدين قصته مختلفة عن كل المنقذين لانه قد خسر ابنته في جنوب لبنان خلال “حرب تموز” عام 2006، “خلال عمليات الإنقاذ انتشل ابنته وزوجته، وبعد انفجار مرفأ بيروت، انقذ طفلة أمضت 15 ساعة تحت الركام، واستمر 32 يوما خارج منزل، كل تلك التجارب هي التي، هذا الدافع الإنساني كان يحرك علي قبل أن تستشهد ابنته، وازداد هذا الدافع بعدما استشهدت، اصبح علي ينظر لكل طفل وكأنه ابنته، ومتى يستدعيه الواجب في أي دولة سيكون جاهز لتلبية النداء حسب ما صرح لوسائل الإعلام.”