هل تعرف من هو الرجل الأكثر كرماً في بريطانيا؟ إنه جيمس دايسون، المخترع ورجل الأعمال ومؤسس شركة دايسون المتخصصة في صناعة المكانس الكهربائية والمراوح والمجففات وغيرها من المنتجات المبتكرة. إنه ليس فقط رائداً في مجال التكنولوجيا، بل أيضاً رائداً في مجال التبرعات. ويتبرع بمبلغ 2.6 مليون دولار كل يوم لدعم مبادرات ومشاريع إنسانية وتعليمية وبحثية وفنية.
ولد جيمس دايسون عام 1947. درس التصميم الصناعي في كلية رويال للفنون في لندن، وبدأ حياته المهنية كمصمم للأثاث والإضاءة. في عام 1978، ابتكر فكرة مكنسة كهربائية تعمل بقوة الطرد المركزي بدلاً من الأكياس، بعد أن شعر بإحباط من فقدان قوة شفط مكنسته القديمة. استغرق الأمر 5 سنوات و5 آلاف نموذج تجريبي لنجاح اختراعه، والذي أطلق عليه اسم دايسون، لم يجد أي شركة مهتمة بشراء اختراعه، فقام بإنشاء شركته الخاصة وبدأ بتسويق منتجاته بنفسه.
في عام 1993، أصبحت مكانس دايسون الأكثر مبيعاً في المملكة المتحدة، وفي عام 2002، أصبحت الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة. منذ ذلك الحين، تبيع شركة دايسون منتجاتها في أكثر من 70 دولة حول العالم، وأطلقت مجموعة من المنتجات المبتكرة، مثل المروحة التي لا تتضمن شفرات، والمجفف الذي يستخدم الموجات الصوتية لتجفيف الشعر بسرعة بدون حرارة، ومكنسة روبوتية ذاتية الحركة تستطيع تنظيف الأرضيات.
وفقاً لمجلة فوربس، يمتلك جيمس دايسون ثروة تقدر بـ 36.2 مليار دولار، وهو بذلك يحتل المرتبة الثانية في قائمة أغنى الأشخاص في بريطانيا، لكنه لا يحتفظ بثروته لنفسه، بل يشاركها مع الآخرين بكرم وسخاء. فهو يتبرع بنحو 2.6 مليون دولار في اليوم، أي ما يعادل 950 مليون دولار في السنة، لدعم مجموعة من المبادرات والمشاريع التي تهمه.
من بين هذه المشاريع، دعم التعليم والبحث العلمي والتكنولوجي. حيث قام بإنشاء مؤسسة دايسون، التي تهدف إلى تشجيع الشباب على دراسة العلوم والهندسة والتصميم، تقدم المؤسسة منحاً دراسية وتدريباً وجوائز للطلاب والباحثين الموهوبين. كما قام بإنشاء جامعة دايسون، التي تقدم برامج تعليمية مجانية في مجالات عديدة مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة. كما يدعم مشاريع بحثية رائدة في مجالات مثل الطب والفضاء والبيئة.
إلى جانب ذلك، يدعم جيمس دايسون العديد من المبادرات الإنسانية والمشاريع الفنية. ويتبرع للمنظمات الخيرية التي تعمل في مجال بالصحة والتغذية والتعليم وحقوق الإنسان في الدول النامية. كما يتبرع للمتاحف والمعارض والفنانين المستقلين في بريطانيا وخارجها. ويشارك في المبادرات الاجتماعية التي تهدف إلى تحسين حياة المجتمعات.
جيمس دايسون هو مثال حي على أن الابتكار والكرم يمكن أن يترافقا مع بعضهما. إنه يستخدم ثروته وذكائه لخدمة الإنسانية والتقدم. ويستحق لقب الرجل الأكثر كرماً في بريطانيا.