من رحم المعاناة يولد الأمل، هذا ما تعلمناه من قصص الكثير من الأشخاص الذين واجهوا صعوباتٍ في حياتهم، لكنهم تمكنوا رغم ذلك من النجاح والتغلب على ظروفهم القاهرة وتحقيق إنجازات عظيمة.
قصتنا هذه عن طالبة سورية من حي الزهراء بمدينة حمص اسمها ديالا غريب. تمكنت هذه الطالبة من النجاح في الثانوية العامة والحصول على علامة شبه تامة رغم الظروف التي واجهتها.
ديالى تعيش مع أمها وأختيها في منزل مستأجر، اضطرت خلال العام الماضي إلى الانتقال 3 مرات من أجل إيجاد بيتٍ بسعر أرخص.
تقول ديالا في تصريح لإحدى وسائل الأعلام المحلية في سوريا أن هدفها الأساسي كان أن “تقلع عين الفقر”، فأصبحت تدرس بجدٍ يومياً طوال العام.
عائلة ديالا لم تتمكن من توفير المال الكافي لحضورها دروساً خصوصية أو تسجيلها في أحد المعاهد أو الدورات لتتعلم فيها. وبقيت تدرس لوحدها. رغم أنها كانت تشعر بالحسرة على حالتها. فجميع أصدقائها كانوا يملكون القدرة على التسجيل في دورات ليحسنوا من تعليمهم. وهي لم تتمكن من ذلك. لكنها أصرت على تحدي واقعها والتغلب على ما تعانيه والتفوق.
تقول ديالا أنها كانت تعمل في مستودع للأدوية حين صدرت نتائج الثانوية العامة في سوريا، فتركت كل شيء وركضت لبيتها من أجل معرفة علاماتها، وكانت سعادتها غامرة حين عرفت أنها تفوقت وحصلت على 239.1 من أصل 240 علامة.
تتذكر ديالا المعاناة التي عانتها مع أختيها ووالدتها في فصل الشتاء البارد، حيث لم تتمكن العائلة من. تركيب مدفأة بسبب ارتفاع أسعار الوقود في سوريا. ما جعلها تضطر إلى الدراسة تحت البطانية.
لم تقتصر المعاناة فقط على عدم توفر وقود التدفئة. بل في إحدى الأيام، لم تكن العائلة تملك ثمن قلم حبر أو أوراق بيضاء لحل المسائل. لكن والدتها تمكنت من تأمين الأقلام والأوراق البيضاء لابنتها من عائلات تعمل على تنظيف منازلهم تعمل لديهم في تنزيف منازلهم.
عائلة ديالى غريب لا تملك أي شيء تقريباً. صور المنزل تظهر وجود بعض المراتب التي تنام أو تجلس عليها الفتيات وأمهن. لكن رغم ذلك، تمكنت ديالا من قهر الفقر والنجاح في الثانوية العامة.
العلامة التي حصلت عليها ديالا تؤهلها لتدخل بأي كلية في جامعة. ومن المتوقع أن تختار دراسة الطب لتصبح من الآن فصاعداً الدكتورة ديالا غريب.