إن خليت خربت

عمر هاشم… قصة إنسانية ملهمة من الألم إلى النجاح

بين الحين والآخر، نسمع بعض القصص الإنسانية الملهمة التي تثبت أن الإرادة والعزيمة أقوى من أي عائق. إحدى هذه القصص هي قصة عمر هاشم، الشاب السعودي الذي حقق إنجازات علمية ورياضية رائعة في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تغلب على مرضين خطيرين هما فشل الرئتين والسرطان اللمفاوي.

عمر هاشم كان طالباً متفوقاً ورياضياً نشيطاً في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كان يمارس لعبة كرة القدم بشكل منتظم مع نجوم حاليين في عدد من الأندية السعودية. لكن حياته تغيرت بشكل دراماتيكي عندما بدأ يعاني من مشكلة في التنفس أثناء النشاط البدني. بعد إجراء الفحوصات الطبية، تبين أنه يعاني من ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، وهو ما أدى إلى فشل رئته وحاجته إلى زراعة رئتين جديدتين.

لم تكن هذه نهاية معاناة عمر، فبعد زراعة الرئتين، تعرض لحادث سير مروع أدى إلى انقلاب سيارته ثلاث مرات، ثم أصيب بالسرطان اللمفاوي، وهو أحد أنواع السرطان التي تصيب الجهاز المناعي. لكن شفي بفضل العلاج الكيماوي الذي خضع له في الولايات المتحدة الأمريكية.

لم يستسلم عمر لليأس أو الاحباط أبداً، بل استغل فرصة الابتعاث التي قدمتها الحكومة السعودية، وأكمل دراسته الجامعية في تخصص الإنتاج الإعلامي والسينمائي، وحصل على شهادة البكالوريوس، ثم شهادة الماجستير في المشاريع الريادية والقيادية من جامعة ولاية أريزونا. والآن، يعمل في إحدى الشركات الأمريكية، ويستعد لدراسة الدكتوراه في نفس التخصص، متحلياً بالطموح والإصرار على تحقيق أهدافه.

لم تقف إنجازات عمر عند هذا الحد، فقد شارك في دورة الألعاب الأمريكية لزارعي الأعضاء في أغسطس 2023، وأبهر الجميع بمهاراته وقدراته الرياضية، حيث نال أربع ميداليات، بواقع ذهبية في البولينج الزوجي، وفضية في البولينج الزوجي المختلط، وبرونزيتين في التنس ورمي السهام. ويستعد حالياً للمشاركة في بطولة العالم لزارعي الأعضاء، المقرر إقامته العام القادم في أستراليا، تحت إشراف مدرب خاص.

كأن كل ذلك لا يكفي، أسس عمر مجموعة تطوعية للتوعية بالتبرع بالأعضاء تحت مظلة المركز السعودي لزراعة الأعضاء. يهدف هذا المشروع إلى نشر الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة الآخرين، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى الذين يعانون من فشل الأعضاء، من خلال مشاركة تجارب الأشخاص الذين عاشوا ذات المعاناة. وقد انضم إلى هذه المجموعة أكثر من 45 متطوعاً ومتطوعة، سواء من الزارعين أو المتبرعين بالأعضاء، وتفاعل معها عدد كبير من الناس الذين أبدوا رغبتهم في التبرع بأعضائهم.

عمر هاشم هو مثال حي على أن الإنسان قادر على تحويل الألم إلى نجاح، والمعاناة إلى إنجاز، إذا ما كان لديه الإرادة والعزيمة لتحقيق أحلامه. عمر هاشم هو رمز للتفاؤل والأمل، وقدوة للشباب السعودي والعربي، الذين يسعون إلى ترك بصمة إيجابية في هذا العالم.

إن أعجبك أي مقال وترغب بالمساعدة، يمكنك التواصل مع العديد من الجمعيات الخيرية في الوطن العربي

 دنيا حلوة لاتتحمل أي مسؤولية عن هذه الجمعيات وينصح التأكد قبل التبرع لأي منها 

المزيد من القصص

Scroll to Top